الكلمات ليست مجرد حروف تُنطق، بل هي أدوات قوية قادرة على بناء النفوس أو تدميرها، على بث الأمل أو زرع اليأس، على دفع الآخرين للأمام أو إعاقتهم. منذ أن يبدأ الإنسان في النطق، تصبح كلماته انعكاساً لأفكاره ومشاعره ومعتقداته، كما تصبح وسيلته للتأثير على من حوله.
لقد ثبت في علم النفس أن الكلمات الإيجابية تُحفّز الدماغ على إنتاج هرمونات السعادة مثل “الدوبامين” و”السيروتونين”، مما يؤدي إلى تحسين الحالة المزاجية وتعزيز الثقة بالنفس. في المقابل، قد تسبب الكلمات السلبية مشاعر الحزن أو الإحباط، وتؤدي إلى انكسار داخلي يصعب ترميمه.
ولذلك، علينا أن نستخدم كلماتنا بحكمة. أن نكون بلسمًا لا سيفًا، نورًا لا ظلامًا. الكلمة الطيبة صدقة، كما قال رسول الله ﷺ، وهي مفتاح لقلوب الآخرين، وجسر للتواصل البنّاء. لا يحتاج الإنسان إلى بذل المال أو الجهد الكبير ليصنع فرقًا في حياة شخص ما، فربما كلمة مشجعة أو جملة مشبعة بالأمل تكون كافية لتغيير مسار حياة كاملة.
احرص في كل موقف على أن تختار كلماتك بعناية. لا تُطلقها قبل أن تُفكر بتأثيرها. فرب كلمة لا تُلقي لها بالًا تُسقط صاحبها من قمة الأمل إلى قاع اليأس، ورب كلمة ترفع إنسانًا من حطام حزنه إلى نور الأمل. قوة الكلمة مسؤولية، فاختر كلماتك كما لو أنك ترسم بها حياتك وحياة من حولك.