في عصرٍ تُطارده الضوضاء من كل زاوية، أصبح الصمت عملة نادرة لا يلتفت إليها الكثيرون. بينما يركض العالم وراء سرعة الأخبار، وانفجار الإشعارات، وتدفّق المحتوى، هناك قوة خفية تكمن في لحظة صمت صافية.

الصمت ليس غياباً للكلمات فحسب، بل هو مساحة تسمح لنا بسماع أنفسنا، بتصفية أفكارنا، واستعادة اتزاننا الداخلي. كثيرًا ما نجد أنفسنا منهكين من كثرة التفاعل والكلام، بينما الدواء الحقيقي هو التوقّف، الاستماع، والتأمل.

في الصمت، تُخلق أعظم الأفكار، وتُتّخذ أصدق القرارات. هو ذلك الفضاء الذي تنضج فيه المشاعر وتنكشف فيه الحقائق التي تُغطيها صخب الحياة اليومية. ليس من الضعف أن نصمت، بل من الحكمة أن نختار متى نتحدث، ومتى نترك للصمت أن يكون حديثنا.

دعونا نتعلّم أن نحترم لحظات الصمت، وأن نمنح أنفسنا فُرصة للهدوء بعيدًا عن هذا الزحام الإلكتروني والفوضى السمعية. ففي نهاية المطاف، قد نجد في الصمت ما لا نستطيع العثور عليه في آلاف الكلمات.